Saturday, January 30, 2021

 

وصايا الخال السرسري ( 3 )




وقال الخالُ لابن أخته الغر 

لا شيء مثل الليل للحب 

لك ما تشاء من الوقت من العاشرة مساءً وحتي الثانية ليلاً 

ففي الليلِ تُضيء العذراءُ عقيقتها

وتُوارِبُ أخرى باب حديقتها  

وفي الليل تُرتكب الأشياء ، ليس أولها الجرائم وليس آخرها القصيدة 

فارتكب شعرك 

فالشعر ليليُّ التكونِ   

والليلُ ملعبُ التجريبِ والتخريبِ 

وفي الليلِ تتهيج الأشجارُ من نسمةٍ 

والذئبُ من قمرٍ

والبنتُ من لحافٍ 

والقصيدةُ من حرفٍ

وفي الليلِ ينمو نهدها 

ويندَى ثغرُها

فقل لها ما تشاء في الليل ولا تخف ردة فعلها 

فما يُرتجل في سرير الليل من شوقٍ ينتهي في الليل

فالشوق عاطفةٌ ليلية 

وهناك أشياء حِكْرٌ علي الليل ، ليس أولها الحلم ولا آخرها الساكسفون 

فاعزف حلمك كما تشاء 

واحترق حباً 

فالنار تَليقُ بالليل

وهناك أشياء حصرٌ علي الليلِ ، ليس أولها الخوف ولا آخرها الانقلابات 

فانقلب علي خوفك 

وثُرْ علي رعبك 

كلمها ولا تخف

والليلٌ كما تَعرِف اسرار

فضَع سرَّك تحت تصرفه

وثِقْ بخالك المجرِب 

وحاول ان تُجرِب 

وان خانتك الجرأة وعازك الحيْل 

توكّل علي الليل   





Thursday, January 14, 2021

 

وصايا الخال السرسري ( ٢)

 .. وقال الخال لابن أخته بعد أن قرأ الرسالة:


أرى لتًّا وعجنًا، ودعكًا وعكًّا

لماذا تعاملُ الكلمات كالجمرات

تتفلتُ من راحتيك..

اقبض على المفرداتِ من خصيتيها

اجعلها طوعَ أمرك

واستخدم اللغةَ الواضحة  

وعليك بالمستقيم من الكلام لا الدائريّ، تلفُّ وتدور به، ويلفُّ ويدور بك

إن كنتَ مشتاقًا قل أنا مشتاق

وإن كنتَ فرحًا قل أنا فرِح

لا تُخصي كلامَ الحبِّ بحبِّ الكلام

اختصر..

قل أنا متيمٌ بكِ وهائمٌ ولا أنام

وأنتِ شوقُ المشتاقِ وولهِ الوالهِ

قل أنتِ أحلى البنات

قل أي شيءٍ لكن، كن واضحًا

ولا تقلّل دلالةَ الكلماتِ بالاستعارات

فتدخل في اللغة الطحين

ودعكَ من الكنايات

فالمجاز حيلةُ الخائفين

كن واضحًا وشفافًا ومكشوفًا، كوجهك وأنتَ تكلمني عنها

والبوحُ بطبعه عالي الحرارة، فلا تُلْبِس الكلمات اللباس الثقيل

ولا تهذي بالجمل الطويلة العويصة، كتخريف عجوزْ

هذا لا يجوز

لا تغلّف بيانك العاطفيّ بالرمزِ

ولا تلجأ إلى اللمزِ

ستقول أريدُ إبهارها يا خال

لكني أخافُ لتبهرها، تنسى تخبرها

وتضيّع وقتك ووقتها

ودعك من الكلام الفاخر، وهاتِ من الآخِر

ويا حبيب أختي الغالية

إيّاكَ و اللغةَ العالية

ودعك من المفرداتِ ذاتِ الوجوه

فأنتَ لا تريد أن تُسمعها صوتك وصداه وصدى صداك

ولا تتفذلك على رأسها

فلا أنتَ غوميليوف ولا هي إخماتوفا

بل أهبل وهبلاء مشحونينِ بالشهوة العارمة

ويا ابن الحبيبةِ يا حبيبي

لا تقل كلامًا معجميًا

ولا تلجأ إلى لغةِ الغريبِ

اجعلها لا تفكر

فالبنت في هذا العمر إن فكَّرَتْ، ماتت رغائبها

وتذكّر

أنتَ تكتبُ قلبك المفضوح

والرسالة قلبك والكلام رسول

فكن قلبكَ وانت تكتب

فتكونُ قلبها وهي تقرأ  

والآن امسح ما كتبتَ

واكتب ورائي ما أقول.. 




Saturday, January 02, 2021

 

وصايا الخال السرسري ( ١)

 



....... 

فقال الخالُ لابن أخته  

استفتِ عينيها 

فإنْ جاوبتكَ بدعوةٍ مفتوحةٍ للكلامِ

تكَلّم  

وقل ما شئتَ من الغزلِ الصريح 

كن مباشراً كطلقةِ بندقيةٍ

ولا تخشَ ردةَ فعلِها إن خبَصْتَ بالكلام  

لأنها ستعذرك كأُمٍ 

وتُعينُكَ في صوغِ العبارةِ المتعسرةِ عندما ترتفع غمازتيها 

لا تكن منبرياً فالنبرة تَفْرقُ 

ولا تتكلم بهمس العاشق الولهان مسبلا عينيك، فهذا لا يغوي حمارة 

كن طبيعياً كأنك تتحدثُ الي نادلةٍ   

ولا تُطْفئ زخمها بالتورياتِ 

فلا مجازَ في الحب 

هو صيدٌ والظبيةُ لا تنتظر طويلاً

واستخدم الفعلَ المضارعَ دائماً

قل أُريدُكِ أو تعجبيني إن كرّرَت وضعَ يدها على وجهها 

وإن شَبَكَتْ ساعديها تحت نهديها وأنتَ تُلقِمُها كلامَكَ العادي، قل : أشتهيكِ 

وأنتَ مطرقُ الرأسِ حتى لا تحس بأنك تفك ازرار قميصها ، 

وقبل ردةِ فعلها

اعتذر عن صلفك

وقل لها : آسفٌ ، لا أجيد الكلامَ المنمّقَ

ولا تطلب إجابتها سريعاً أيها الغِرُّ 

وانتظر حتى تموت النمرةُ في وجهها

وقبل أن تجيب، قل لها قبل أن تبتسم :

أُحِبُّ ابتسامتكِ 

وستبتسم

وحينها 

تدبَّر أمرك و تصرَّفْ لحالِك 

ارتجل ما شئتَ

واخلط حابلك بنابِلِها 

فبعدها ، لن ينفعكَ صديقٌ

وينتهي دورُ خالِك 

 

  

 

  



This page is powered by Blogger. Isn't yours?