Tuesday, September 20, 2011

 

لم ينتصب





لم ينتصب

برغم البياض المجاني المشرّع على المساء الواسع

لم ينتصب

برغم هذا الصدْع الخرافي المنتفخ كشتيمة حرة

لم ينتصب

برغم استواء الأيروس على الجيد المهدد بثديين متصاعدين

لم ينتصب

برغم العينين الوشقيتين المشحونتين بغلمة البر

لم ينتصب

برغم اللجام الخفيف والخبب المخدِّر

لم ينتصب

برغم الملامح .. تطير في الهواء الساكن في الغرفة الغارقة في الانتظار

لم ينتصب

برغم الكلام البذيء المشجِّع

لم ينتصب

برغم كل هذا الدم المدرَّب

لم ينتصب

برغم الظل المضاء بالاشتهاء

لم ينتصب

رأيتها أماً وراهبة ومومساً ومعلمة وسبية وحاجة وملاذاً ومخبأ مؤقتاً للضجرين ووطناً وسراً وكل الهراء النسوي ولم ينتصب

حوّلتُها

هجّنتُها

سمّنتُها

لوّنتُها

كبّرتُ نهديها

سرّحتُ شعرها

ومنحتُ صوتها بحّة

قلّلت خصوبتها وتخيّلتها ولداً

ولم ينتصب

وتخيّلتُني

طفلاً

زعيم عصابة

وطبيباً وبحاراً وجندياً ودوقاً ولم ينتصب

وقلت أهتكُها أفتضّها أوجِعها أركبُها أثقبُها أطعنُها أزني بها

ولم ينتصب

...

...

...

...

قم كثيراً

أو قم قليلاً .....................................يا قامتي

.....

انتصب

ان لم تنتصب لن ينتصب عودي بعدك

قف

فكم وقفت بين القراءة والكتابة

انتصب

انتصب

يا رايتي القديمة

بين الهزيمة والهزيمة

....

....

لم ينتصب

...

...

هو ميّت

هو ميّت .. في الرياضة في الصحة في النزق في الشاذ في السادي في المطيع بن أياس في أبولينيير في هنري ميللر في الحريم العثماني في الزقاق المظلم في السيارات في الكبائن وعلى السواحل الاستوائية والأرائك والزوايا المواتية .....

....

....

وترنّحتُ

عندما صاح البأسُ لا بأس

وقلتُ .. أنا تعب من التفكير ومثقل بالهزائم ولا أنام

...

...

...

وتكلَّمَ الذئبُ الشتائي فيني

لا تنتظر شيئاً

قل هَرِمْتَ مثلي وتُصّغِر عمرك بالشعر وتكذب كأمراة

يا ابن أُمك التي لا تدري ولن تدري

يا ابن الحَرَد المزمن

يا ابن الكواليس والظلال والرمز والشعر والالتباس

يا ابن التوريات والاستعارات والفلسفات

يا ابن الخيالات والاستياء .....

بل يا ابن السخافات والهدْر المؤسَّس

أما تر ؟؟

لا ينتصب

لا شيء غير انتصاب البؤس في روحك

...

...

...
لم ينتصب

...

...

لملم شبابك وسلم عهدة اللذات للبحر المناسب

لا تختبر شيئا

فأنت كما انت .. تمارس الفوات كعادة الرجال المكتظين بالمواهب

عاجزاً وأفّاقاَ ككل الشعراء ثقيلي الدم .....

مهدوراً كقمر المدينة

منيوكاً بالانطفاء

لن ينتصب

أغمده ياصاحبي في ظلامه الأبدي

احمل جسدك المهتوك بالعجز وخذ مجازك المخنّث

أنت منذ اليوم أنا

ناياً في الاصيل يغني للسلامة



This page is powered by Blogger. Isn't yours?